أسامة داود يكتب : روشتة عودة الروح للبيئة عبر مشروع تكنولوجيا الأخشاب بالبحيرة

الأول من نوعه بالمنطقة لابتلاع 250 الف طن من قش الأرز

لماذا لا يتم إنشاء مصانع مماثلة لإنتاج الأخشاب الصناعية بدلاً من استيرادها؟

أفكار لتخليص البيئة من المخلفات الزراعية وجذب عملة صعبة لمصر

هل الموانئ المصرية تملك أجهزة لقياس الملوثات الناتجة عن منتج إم دى إف المستورد؟!

  تشير بيانات الشركة القابضة للبتروكيماويات إلى أن أحدث وأهم مشروعاتها الحالية وهو مشروع تكنولوجيا الأخشاب والذى بدأ تأسيسه فى عام 2019 قد تأثر توريد المعدات اليه مما أدى إلى تأخير دخوله مجال الإنتاج، حيث تصل الزيادة المتوقعة فى رأسمال المشروع إلى 30% وبالتالى تقفز التكلفة من 2017 إلى 284 مليون يورو. ويتبع المشروع شركات محلية هى بتروجت والقابضة للبتروكيماويات ممثلة فى سيدبك وإيثيدكو. حدث هذا التأثر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التى تلقى بظلالها على مصر بسبب تأخير توريد المعدات والأجهزة الرأسمالية التى تستخدم فى عدد من المشروعات الصناعية الكبرى بالإضافة إلى حدوث ارتفاع فى أسعار تلك المعدات نتيجة لتوقف المصانع فى الدول الأوروبية لتأثرها بمصادر الطاقة وخاصة الغاز الطبيعى.

توصيف المشروع

على مساحة 114 فدانًا فى محافظة البحيرة منها 70 فدانًا كمخازن لاستيعاب المدخلات من قش الأرز المضغوط، تتحرك شركة تكنولوجيا الأخشاب لاستكمال أول مشروع من نوعه فى المنطقة لابتلاع 250 الف طن من قش الأرز لإنتاج 205 آلف طن مكعب من الـM D F وهى مادة بديلة للأخشاب لتصنيع الأثاث والأرضيات الباركيه وغيرها ويتم استيرادها من الخارج ولا يوجد فى مصر سوى مصنع لإنتاج 60 ألف متر مكعب من ال M D F المثير للتعجب أنه فى الوقت الذى يبتلع فيه المصنع كميات تصل إلى 250 الف طن من قش الأرز لتتحول إلى 205 الف متر مكعب من مادة M D F ،سوف ليتبقى فى مصر كميات من قش الأرز تصل إلى ملايين الاطنان دون استخدام والتى يصل معظمها إلى الحرق وتلويث البيئة. حيث تصل الأراضى المنزرعة فى مصر بالأرز سواء بالطريق الرسمى أو غير الرسمى إلى 2 مليون فدان حسب تقديرات وزارة الزراعة تزيد بأكثر من مليون فدان بشكل غير رسمى ولكن نجد أن إنتاجية الفدان من قش الأرز تصل إلى 2,5 طن ليصبح فى مصر رسميًا 5 ملايين طن قش أرز يبتلع مصنع شركة تكنولوجيا الأخشاب 250 الف طن ليتبقى كميات ضخمة من قش الأرز تحتاج إلى عدة مصانع جديدة بطاقة كبرى لامتصاص تلك الكميات وتحويلها إلى منتجات صناعية نستوردها الآن بالعملة الصعبة.

تخليص البيئة من الملوثات

وما يميز مصنع تكنولوجيا الأخشاب بجانب تخليص البيئة من الملوثات التى تصل نتيجة لحرق قش الأرز إلى مئات الآلاف من الأطنان، أن الإنتاج يأتى بحسب التقارير الرسمية الصادرة عن وزارة البترول من نوعية M D F من مستوى E0 وهو خال من الملوثات وبالتالى سوف يتجه هذا المنتج إلى التصدير بجانب تغطية جزء من احتياجات السوق المحلى.

أمر خطير

والمنتج الجديد فى مصر من M D F سوف ينقذها من أمر خطير وهو أن مصر حاليا تستقبل الـ M D F من أنواع غير متوافقة بيئيا و الذى يتم تصنيعه فى الخارج وفقًا للتكنولوجيات القديمة وهذا النوع له تأثير سلبى على الصحة العامة بسبب احتوائه على ملوثات تصيب الجهاز التنفسى بأمراض.

وهنا أتساءل هل تملك الموانئ المصرية أجهزة لقياس الملوثات الناتجة عن هذا المنتج المستورد؟

أعتقد أنه لا يوجد أجهزة لقياس تلك الملوثات وإلا لكان تم رفضها والسبب أن الاستيراد يأتى من الخارج دون توقف وأن المصانع فى الخارج هى من النوع القديم تكنولوجيًا ولم يكن به معالجة لتنقية الـ M D F من تلك الملوثات. وبالتالى لدينا فرصة كبيرة من خلال هذا المصنع الذى يقدم منتجًا يجعل تصديره وبأسعار مميزة أمرًا واقعًا. وأتمنى أن يتم إنشاء عدد مماثل من هذا المصنع للتعامل فى كل المخلفات الزراعية مثل سعف النخيل وغيرها لإنتاج الأخشاب الصناعية خاصة أن السوق المصرى قادر على ابتلاع كميات ضخمة من هذا المنتجات الجديدة بدلاً من استيراد الأخشاب. بالإضافة إلى تخليص البيئة من الملوثات الناتجة عن حرق تلك المخلفات خاصة أن كميات قش الأرز الناتجة عن زراعات الأرز لم يكن حتى فى الماضى يستغل منها فى التصنيع سوى 140 ألف طن فى شركة راكتا للأوراق والتى توقفت عن الإنتاج حاليًا. وأتمنى أن يتم وضع أسعار متوازنة لقش الأرز وأن يلتزم المزارع بتوريدها إلى شركة تكنولوجيا الأخشاب لتتحقق فائدة للمزارع وللمجتمع.

أسامة داود يكتب: بتروجت درع قطاع البترول وسيفه

أسامة داود يكتب : أزمة “سيدبك” وعلاجها بالحماقة !

أسامة داود يكتب : تأجيل أرباح موظفى البترول .. “ألعوبة” كل سنة

أسامة داود يكشف بالمستندات مخالفات “المبني اللغز” : وقائع إهدار المال العام فى إحدى شركات البترول

أسامة داود يكتب : ايثيدكو والتاريخ المنسى لأحد صروح البتروكيماويات في مصر

أسامة داود يكتب: وزير البترول وعصر المنافلة!!

أسامة داود يسأل: عيد البترول سقط عمدًا.. أم جهلًا؟!

أسامة داود يكتب: الارتباك يصيب قرارات وزير البترول

أسامة داود يكتب : “ظُهْر”.. غير الممكن الذي اصبح حقيقة